الأحد، 8 يوليو 2012

الإطاحة بالثورات اليمنية 10 : عمر أحمد السلموني


من فبراير 1948م حتى فبراير 2011م

صالح والجبهة الوطنية

أحمد حسين الغشمي الضلاعي الهمداني التحق بالجيش بعد آخر الستينات لم يكن يجيد  سوى مبادئ القراءة والكتابة وترقى حتى وصل إلى رئيس هيئة الأركان وعضو مجلس القيادة  سنة1975م اكتسب من المال الكثير ووصل إلى الرئاسة على جثمان إبراهيم الحمدي في أكتوبر سنة 1977م وبعد ثمانية أشهر قتل في مبنى قيادة القوت المسلحة حيث كان مكتبه وتعددت الروايات في مقتله.
في يوم 24 يونيو 1977م حدث ذلك الانفجار الذي أودى بالغشمي قتيلاً  ( أعددت للخونة موتاً ناقعاً فسقيت أخرهم بكأس الأول ) ولقد جاء في بيان عبد الله عبدالعالم نائب رئيس مجلس القيادة قائد قوات المظلات أن الرئيس الحمدي قتل مغدوراً ( سعودياً أحمرياً عفاشياً غشمياً ) ولا شك أن موقعه وقربه وبقاءه في مجلس القيادة حتى مقتل الحمدي يدل دلالة واضحة على الرابطة الصادقة والزمالة  الحميمية بينهما , واتهم بمقتل الغشمي  رسول سالم ربيع وقيل أن أمانة الحزب استرجعت رسول سالمين من المطار عندما اكتشفت انه يحمل مخططاً من سالمين إلى الغشمي يطلب ربيع من الغشمي أن يقوم بهجوم على الحدود الجنوبية حتى يتمكن سالمين من استعادة مكانته في الجيش ليقوم بانقلاب على الماركسين المتطرفين ويتخلص من عبد الفتاح إسماعيل الزعيم العقائدي للمليشيات .
ولما اكتشفت الأمانة العامة هذا المخطط أرسلت رسولا آخر وشحنت حقيبته بعبوة متفجرات انفجرت فأدت إلى مقتل الغشمي والرسول وهذه مجرد رواية لم يكشف الستار الحقيقي لها لكن كما سبق الإشارة نفي راديو عدن تهمة راديو صنعاء وتوالت الأحداث في الشطر الجنوبي ففي 25 , 26 يونيو 1978م شهدت عدن معارك دامية بين أطراف النزاع استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة وشاركت فيها مختلف الوحدات العسكرية التي انقسمت هي الأخرى في ولاءاتها وتشكيلاتها فقد شكل رئيس مجلس الرئاسة ربيع لنفسه وحدات عسكرية( القوات الشعبية ) وشكل عبد الفتاح إسماعيل مليشيات حزبية ودارت رحى الحرب ( وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها  بالحديث المرجم  كما قال زهير بن أبي سلمى ) حول قصر الرئاسة ثم أسفرت المعركة عن انتصار اليسار العقائدي على اليسار المتطرف وقتل سالمين وبهذا تكون ثلاثة رؤساء قد تم تصفيتهم جسدياً بالإعدام لصالح من ولماذا ...؟  سؤال يستدعي البحث ؟
وبعد مقتل سالم ربيع تولى  الأمين العام عبد الفتاح إسماعيل رئاسة الشطر الجنوبي ورئاسة هيئة مجلس الشعب الأعلى حتى 22 إبريل عام 1980م وكانت فترة حكمه مليئة بالتوتر وكانت نظرة الجنوبين إليه أنه شمالي فالنزعة العنصرية والمذهبية استفحلت في بلادنا ومازالت لها آثارها حتى الآن منذ عمل المحتمل البريطاني على تجذيرها وننتظر اليوم الذي يتحرر  منها اليمنيون .
كان عبد الفتاح إسماعيل حزبيا متشددا وتجاوزت به حزبيته العصبية ولم يكن عنصرياً ولكن الطامحين استهدفوه فقد حاولوا قتله في عدن وشن عليه هجوم من علي عنتر ومحمد مطيع وعندما سافر إلى ليبيا عجزت الطائرة المقلة له من الهبوط بسبب عدم نزول عجلات الطائرة وتنحى عن السلطة في 22 ابريل سنة 1980م وترأس الجمهورية في الشطر الجنوبي بعده علي ناصر محمد ثم جاءت حرب 13 يناير 1986م التي شنت على علي ناصر وامتلأت شوارع عدن بجثث القتلى وقتها انتقل علي عبد الله صالح إلى تعز واستدعى كبار قادة الأسلحة ومستشاريه من السلك المدني وفي اجتماع بتعز أعلن رغبته بالدخول إلى عدن تحت الراية البيضاء رامياً بذلك وقف النزيف الدموي كما ظهر من خطابه وقتها وصل إليه السفير السوفيتي وياسر عرفات تم العدول عن القرار وهزم علي ناصر محمد وانتقل ومجموعته من الجيش والقياديين إلى الشمال ومنهم عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الحالي وتعتبر فترة رئاسته مؤقتة وهي محاولة لاستغلال الوقت من قبل القوى المعادية للإطاحة بالثورة الشبابية (فبراير 2011م) وهو الذي تربى في كنف علي عبدالله صالح الأحمر  وعلي ناصر محمد وما زال يشغل المرحلة الانتقالية ونائبا لـ علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي حتى الآن وكان له دور في حرب صيف 1994م وهذا له بحث أخر في الحلقات القادمة وهنا نطرح عدة تساؤلات داعين المهتمين للكشف عن نقابها لماذا دارت حرب 1986م ؟ أين مصير عبد الفتاح إسماعيل ؟   وقد أخبرني الحاج عبد المجيد الهتاري وكان مستشارا لي في مدرية الإكليل التربوية وقتها بعد إن أغلق مكتبته المعروفة بمكتبة الجماهير في المطراق وهو خال عبد الفتاح إسماعيل بـأنه أي عبد الفتاح إسماعيل ما زال مجهولاً حتى الآن ولم تعثر أسرته على جثته .
وما دور علي عبد الله صالح في هذه الحرب ولماذا احتفى الشمال بالمنهزمين في حرب 1986م وهم الذين كانوا يدعمون الجبهة الشمالية التي قادها عبد الله عبد العالم حسب اتهامات السلطة في صنعاء ولماذا علي ناصر حتى الآن لم يكشف حقائق تلك الحرب ؟
كيف توصل علي سالم البيض إلى حكم الشطر الجنوبي ؟ هل هي الديمقراطية أم ما يعطيه الحاكم ينزعة متى  يشاء أو يوجهها   كيف يشاء؟  لماذا الزنداني عضو مجلس  الرئاسة في 1994م  بعد أن وقف ضد دستور الوحدة كيف ولماذا ؟   ما قبل الوحدة وما بعدها من كان علي عبدالله صالح لماذا كانت ثورة نوفمبر 2011م والتآمر عليها ومحاولة الإطاحة بها والالتفاف عليها كثير من التساؤلات سنتناول  الإجابة على بعضها في الحلقات القادمة حسب ما تتوفر لدينا من حقائق وأخرى ندعو المهتمين والمفكرين السياسيين وندعو مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية والمهتمين مساعدتنا للحصول عليها ....
طويت صفحة احمد حسين الغشمي وتولى رئاسة الجمهورية في الشطر الشمالي عبد الكريم العرشي وأستمر حوالي أربعين يوماً وكانت البلاد تعاني من فراغ كرسي الرئاسة إذا اصبحت الرئاسة منصباً مخيفاً بعد الذي صار  للرئيسيين السابقين كان علي عبدالله صالح يومها قائدا للواء تعز وقائد المدرعات فتقدم بترشيح نفسه إلى مجلس الشعب التأسيسي ما الذي حدث بعد ذلك يقول البردوني ( تلقى علي عبد الله صالح القراءة والكتابة بذكاء ابن الفلاح ثم التحق بالجندية في بلك سنحان فتحول من موقع شعبي إلى موقع أخر أكثر شعبية وعندما قامت الثورة كان من جنودها وكانت ترقيته حسب خبرته فمن حركة 13 يونيو 74-  78  مارس الاختبار المباشر في العسكرية وفي 1975م تولى قيادة لواء تعز وفي يونيو أفزع  منصب الرئاسة كل الشجعان لأنه رادف القتل والعنف فأصبح الطموح إليه فرار منه وعلى خطورة ذلك المكان قبل علي عبد الله صالح الأحمر ترشيح مجلس الشعب له وصار رئيساًَ للجمهورية وقائداً عاماً للقوا المسلحة  ( البردوني  -  اليمن الجمهوري ص 604) .
أستمر علي عبدالله صالح من 1978م حتى قيام ثورة  نوفمبر سنة 2011م التي طالبت الطلائع الشبابية الثورية برحيله من السلطة ولهذا بحثه الخاص في الحلقات القادمة .
ولكن ماذا حدث بعد تولي علي عبد الله صالح الرئاسة من 1978م حتى 1980م في الساحة اليمنية .
لقد تراوح الصراع السياسي بين الشطرين بين العنف المباشر الذي تجسد في الحروب واللجوء إلى الحوار والمفاوضات وإذا كانت الحزبية قد اختفت تحولت الأحزاب من العلنية إلى السرية وبعد قيام الثورة والاستقلال ولكن وجود نظامين سياسيين ظل يجسد تعددية سياسية على مستوى اليمن   وذات طبيعة مختلفة  كان ينشأ عنها صراع بين الحين والآخر فعسكرياً اندلعت حربان حدوديتان 1972م و 1979م ومناوشات عسكرية غير معلن عنها ونوع آخر من الصراع تمثل في تزعم كل نظام سياسي المعارضة السياسية المسلحة في  الشمال المتمثلة في الجبهة الوطنية الديمقراطية التي  تزعمها رجال حركة 13 يونيو عام  1978م حتى عام 1983م التي تحالف فيها علي عبد الله صالح مع الأصوليين وتم في الأخير ضرب الجبهة والتسوية وغادر عبد الله عبد العالم اليمن متجهاً إلى سوريا ومن الضحايا الأبرار الذين لقوا مصرعهم في تلك الحروب  الشيخ سعيد علي الأصبحي الذي كان له أعمال خيرية في دعم التربية والتعليم في السبعينات منذ توليه مجالس الآباء في الحديدة  أمن المواصلات لنقل الطالبات إلى المدارس  مجاناً والعقيد محمد صالح البيضاني الذي أمضى كل حياته منذ بزوغ ثورة 26 سبتمبر للدفاع عنها وخاض عدة معارك ضد الملكين والرجعيين وأعرفه حق المعرفة فهو أحد جيراننا الذي كان يمد يده مساعداً كل أبناء ا لحي لقد فقد هذان الشخصان حياتهما نتيجة تلك المؤامرات نسأل الله لهم الغفران والجزاء على ما بذلاه من أجل اليمن   ومنصور شايف العريقي وكانت هذه اكبر مأساة إذا تجردت من مرتكبيها كل القيم الإنسانية والأخلاقية  والتصفية لكثير من القومين العرب من قبل علي عبدالله صالح في الثمانينات  ومن أولئك الضحايا رمز  التيار القومي العربي  عبد السلام مقبل  وعيسى سيف وأخرون يمكن الرجوع إليهم في حركة القومي العربي 1982م واحتوى النظام في الشمال آلاف النازحين من العسكريين والسياسيين والمدنيين بعد حرب 13 يناير سنة1996م ومنهم الرئيس علي ناصر محمد .
ولقد ثبت المواجهات العسكرية بين النظامين أنها لم تكن  قادرة  على حماية أي نظام فدفعت الجانبين إلى التسليم بضرورة المفاوضات السلمية والبحث الجاد عن سبل تحسين العلاقات بينهما بهدف الوحدة أو التعايش السلمي من أجل ذلك جرى 23 لقاء قمة بين رؤساء الشطرين على مدى 18 عاماً وصل أخيراً إلى إعلان الوحدة عام 1990م وأخذ الصراع السياسي بعد الوحدة يتخذ ملامح وطرق ووسائل جديدة  كيف هذا ما سنتعرض له في الحلقة القادمة إن شاء الله .




هناك تعليق واحد:

  1. سلام يا الصباح الجديد .. هل نشرتم بعد هذه الحلقة .. رقم ١١ و١٢ لان الكاتب اوضح في نهاية هذه الحلقة العاشرة ان البقية في العدد القادم

    ردحذف