ما ميّز ثورة الـ 21 من سبتمبر عن غيرها من الثورات والتحركات الشعبية انها كانت تحمل وعي كبير بما يدور في داخل الوطن وفي محيطه ودولياً، إضَافَة إلَى وجود قيادة ثورية واحدة وحكيمة تتمتع بالروح الأخوية والوطنية والوعي الكبير الناتج عن الثقافة القرآنية، ولهذا كانت الثورة تخطو خطوات قوية وموفقة استطاعت تحقيق اغلب الأَهْدَاف. حيث تكوّن الوعي تراكمياً عبر الثقافة القرآنية والحقائق التي كشفها القران الكريم ونهجها السيد حسين بدر الدين الحوثي من ثم السيد عبدالملك الحوثي والمضي بكل وثوق بهذه الثقافة، وكذا تكونت عبر الوقائع التي حدثت منذ العام 2011م، وحتى العام 2014، والاعوام السابقة، والتي فضحت القوى السياسية التي كانت تدعي الوطنية وخدمة الشعب، والقوى التي كانت تتخذ من الدين الإسْلَامي غطاء لتحركاتها الخبيثة في تفكيك اللحمة الوطنية وبيع خيرات الوطن للخارج خُصُوْصاً أَمريكا. تطور الوعي الشعبي وانتشاره ليشمل كافة شرائح المجتمع اليمني، حيث شمل الرجل والمرأة والطفل، وكذا بعض الأَحْزَاب والقبائل والمكونات الوطنية، ليخلق جسدا متكاملا شمل كافة شرائح المجتمع اليمني لتنطلق موحدة في تحقيق الأَهْدَاف التي طالب بها الشعب اليمني وشباب الثورة في 2011م. الوعي المجتمعي خلق حالة من السخط الشعبي الرافض لكل المخططات والمؤامرات التي تهدف إلَى زرع الفرقة في اوساط الشعب اليمني وتفكيكه عبر الفتن الطائفية أَوْ المناطقية، والتي كانت تحمل عناوين براقة بداية بلباس الإسْلَام إلَى الوطنية وحقوق الإنْسَان والمكونات، وأوجدت وسائل وطرق واقعية لحل كُلّ المشاكل الموجودة في الداخل بما يضمن حلها، والحفاظ على وحدة الوطن وحقوق أَبْنَاء الشعب اليمني.
------------
* عاقل حارة العيش والملح والمواصلات - مديرية الميناء - محافظة الحديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق