(1).png)
كتب / محمد الهجام:
في مشهد طبي يفتقر غالبًا إلى الإمكانيات، يبرز اسم الدكتور محمد أمين الدبعي كواحد من أعمدة الطب الحديث في اليمن، وكعلامة فارقة في ميدان الأشعة التشخيصية. على مدى عشرين عامًا من العمل الدؤوب، لم يكن مجرد طبيب يؤدي واجبه، بل كان رائدًا يحمل على عاتقه رسالة إنسانية تتجاوز حدود غرفة التشخيص لتصل إلى كل بيت في الحديدة وما حولها.
ريادة علمية راسخة
تخرج الدكتور الدبعي في جامعة الإسكندرية، إحدى أعرق الجامعات الطبية في المنطقة، حيث صقلت سنوات الدراسة شخصيته العلمية وزودته بعمق معرفي جعله يتعامل مع الأشعة كفن بقدر ما هو علم. ومنذ عودته إلى اليمن، كان أول استشاري للأشعة التشخيصية في محافظة الحديدة، فاتحًا أفقًا جديدًا للرعاية الصحية، ومثبتًا أن التميز لا يحتاج إلا إلى شغف متجدد وإيمان بقيمة الإنسان.
التقنية في خدمة الإنسان
في وحدة السونار والدوبلر بمركز ابن سينا الطبي، يقود الدكتور الدبعي ثورة هادئة في التشخيص الطبي. بفضل اعتماده على أحدث أجهزة السونار الملون والدوبلر، أصبح بإمكان آلاف المرضى الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة، تُحدث فارقًا في العلاج والشفاء. لم يتعامل مع التكنولوجيا كترف حديث، بل كأداة ضرورية للارتقاء بالطب المحلي إلى مستوى عالمي.
دقة الطبيب وإنسانية الرسالة
ما يميز الدكتور الدبعي ليس فقط خبرته الممتدة ولا الأجهزة الحديثة التي يستخدمها، بل دقته وحرصه على أن تكون كل صورة أشعة نافذة مضيئة في رحلة العلاج. في تشخيصه لا مكان للتسرع أو العشوائية، فهو يدرك أن حياة إنسان تقف خلف كل صورة. تلك الدقة الممزوجة بروح المسؤولية جعلت منه مرجعًا يثق به الأطباء والمرضى على حد سواء.
أثر يتجاوز العيادة
إلى جانب عمله السريري، يكرس الدكتور الدبعي جهده لرفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع. محاضراته، ومشاركاته في الفعاليات الطبية، ومبادراته في التثقيف الصحي، كلها شواهد على طبيب يرى أن رسالته لا تكتمل إلا حين يُسهم في ترسيخ ثقافة الفحص المبكر والوقاية. لقد صار حضوره طبيًا ومعرفيًا، وعمله دواءً يمتد أثره لسنوات طويلة.
ليس غريبًا أن يُنظر إلى الدكتور محمد أمين الدبعي اليوم كرمز من رموز التميز الطبي في اليمن. بخبرته العميقة، وإيمانه بالتطوير، وحرصه على خدمة المجتمع، صار نموذجًا يُحتذى لكل طبيب يسعى للجمع بين العلم والإنسانية. إن سيرته ليست مجرد رحلة مهنية، بل شهادة حية على أن الطبيب يمكن أن يكون صانع أمل بقدر ما هو صانع تشخيص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق