الأحد، 12 أكتوبر 2025

الدكتور إبراهيم عمر حجري: نموذج للتميز الأكاديمي والإبداع في التعليم اليمني


الصباح الجديد - خاص:
يُعد الدكتور إبراهيم عمر حجري، وزير التعليم الفني والتدريب المهني الأسبق في اليمن، أحد أبرز الشخصيات التعليمية التي جمعت بين المعرفة العميقة والخبرة الواسعة في مجال التعليم العالي. وُلد الدكتور حجري في محافظة الحديدة عام 1961م، ليبدأ رحلة علمية حافلة بالإنجازات منذ مراحل شبابه الأولى، وهو الذي اختار العلم والمعرفة طريقاً لمستقبله وحياته المهنية.
تخرج الدكتور حجري من دولة الكويت عام 1985م حاملاً بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، ثم واصل مسيرته الأكاديمية ليحصل على ماجستير في الإحصاء الرياضي عام 1989م، قبل أن ينهي دكتوراه في الإحصاء الرياضي من جامعة ديلاوير في الولايات المتحدة الأميركية عام 1998م. هذه الخلفية العلمية الرفيعة منحته قاعدة صلبة من المهارات والمعرفة التي أثرت مسيرته الأكاديمية والمهنية لاحقاً.
بدأ الدكتور حجري مسيرته العملية كـ مدرس مساعد بكلية التربية بجامعة الحديدة (1988–1993م)، ثم خاض تجربة دولية بالعمل مساعداً تدريسياً في جامعة دلاوير الأمريكية (1996–1998م)، لتتوسع خبراته الأكاديمية ويكتسب رؤية عالمية في مجال التعليم. عند عودته إلى وطنه، شغل مناصب قيادية بارزة، بدءاً من نائب عميد كلية التربية (1998–1999م)، وصولاً إلى عميد كلية التربية بجامعة الحديدة (1999–2004م)، ثم نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي.
تحت قيادته، شهدت كلية التربية تطوراً ملحوظاً، إذ أطلق العديد من المبادرات والبرامج التعليمية الحديثة، وأقام المؤتمرات العلمية التي جمعت كبار الأكاديميين من اليمن والعالم العربي والعالمي، مما ساهم في تعزيز التبادل المعرفي وتطوير البيئة الأكاديمية.
في 5 أبريل 2007م، تم تعيين الدكتور حجري وزيراً للتعليم الفني والتدريب المهني، حيث أضاف بعداً جديداً لمسيرته، ربط فيه الخبرة الأكاديمية بالتطبيق العملي في قطاع التعليم المهني والفني، مؤكداً أهمية هذا المجال في بناء مستقبل مشرق للشباب اليمني. وقد سعى خلال فترة ولايته إلى تطوير جودة التعليم المهني، وتحديث المناهج، ورفع كفاءة الكوادر التدريسية، بما يعكس رؤيته التربوية الثاقبة.
بعد انتهاء فترة الوزارة، اختار الدكتور حجري العودة إلى قلب العملية التعليمية في الجامعات، حيث يواصل تدريس الطلاب ونقل خبراته الواسعة لهم. لقد جعل تفاعله معهم، واحترامه لآرائهم، وأخلاقه الرفيعة جزءاً من أسلوبه التعليمي، مما جعله شخصية محبوبة ومرموقة لدى طلابه وزملائه على حد سواء.
إن مسيرة الدكتور إبراهيم عمر حجري ليست مجرد سلسلة من المناصب، بل هي قصة إخلاص وتفاني وعطاء علمي مستمر. فقد ترك أثراً ملحوظاً في التعليم اليمني، وقدم نموذجاً يحتذى به في الأخلاق الأكاديمية، وروح القيادة الرشيدة، والقدرة على إلهام الآخرين لتحقيق التميز. إن إنجازاته الأكاديمية والإدارية تجسد التفاني شبه المطلق في خدمة العلم والمعرفة، وتؤكد مكانته كواحد من القامات التعليمية المتميزة في اليمن.
باختصار، الدكتور إبراهيم عمر حجري يمثل قيمة علمية وأخلاقية ثرية في عالم التعليم، وشخصية تلهم كل من يسعى للتميز، سواء في المجال الأكاديمي أو في الحياة المهنية، ليظل اسمه مرادفاً للمعرفة والإبداع والقيادة التعليمية الفذة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق