الجمعة، 19 ديسمبر 2025

عيطان.. حين تتحوّل خبرة البحر إلى مسؤوليةٍ إنسانية وخدمةٍ عامة


في مدينةٍ عرفت البحرَ رئةً للحياة، ومصدرَ رزقٍ لا ينضب، يبرز اسم الأستاذ محمد حنش (عيطان) بوصفه واحدًا من أكثر الشخصيات التصاقًا بقضايا الصيادين وهموم الثروة السمكية في محافظة الحديدة. فهو ليس مجرد مستشارٍ رسمي لشؤون الثروة السمكية، بل عنوانٌ للخبرة المتراكمة، والعمل الميداني، والالتزام الإنساني الذي يتجاوز حدود المنصب والوظيفة.
يملك الأستاذ محمد حنش تجربةً طويلة في المجال السمكي، اكتسبها عبر سنواتٍ من المتابعة الدقيقة لشؤون الصيادين، ومعرفةٍ عميقة بطبيعة البحر، ومواسم الصيد، والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي. هذه الخبرة لم تكن حبيسة المكاتب أو التقارير، بل انعكست عمليًا في قراراتٍ واقعية، ورؤى تستند إلى فهمٍ حقيقي لاحتياجات الصيادين وظروفهم المعيشية.
وإلى جانب دوره الاستشاري، يُعرف الأستاذ محمد حنش بكونه باحثًا مهتمًا بشؤون الصيد والثروة السمكية ومجتمعات الصيادين، حيث انشغل بدراسة واقع هذه المجتمعات الساحلية، وعلاقتها بالبحر كمصدر للرزق والهوية معًا. وقد أسهمت هذه النظرة البحثية في تعميق فهمه لطبيعة المشكلات البنيوية التي يعاني منها قطاع الصيد، وفي تقديم مقاربات أكثر واقعية وإنصافًا عند معالجة القضايا المرتبطة بالصيادين وسبل عيشهم.
ويُحسب له تعاونه الكبير والمستمر مع الصيادين، إذ عُرف بقربه منهم، وحرصه على الاستماع إلى شكاواهم ومقترحاتهم، والعمل على نقلها بأمانة إلى الجهات المعنية. لم يكن يومًا مستشارًا معزولًا عن الميدان، بل كان حاضرًا في تفاصيله، مدركًا أن النهوض بالثروة السمكية لا يتحقق إلا بالشراكة الصادقة مع الصياد، باعتباره الحلقة الأهم في هذه المنظومة.
كما يتصف الأستاذ محمد حنش بروحٍ خَدُومة جعلته محل احترامٍ واسع، ليس فقط في أوساط العاملين في القطاع السمكي، بل بين مختلف فئات المجتمع. فهو ممن يؤمنون بأن المسؤولية العامة تكليفٌ أخلاقي قبل أن تكون منصبًا إداريًا، وأن خدمة الناس هي جوهر العمل العام وغايتُه.
وإلى جانب ذلك، تبرز إنسانيته العالية كسمةٍ أصيلة في شخصيته؛ إنسانيةٌ تتجلى في تعاطفه مع معاناة الصيادين، وحرصه على التخفيف من أعبائهم، ومساندته لكل مبادرة من شأنها تحسين أوضاعهم وحماية حقوقهم. هذه الإنسانية أكسبته ثقة الناس، وجعلت حضوره مؤثرًا ومقبولًا، لأنه يتعامل بصدقٍ وتواضع، ويقدّم الإنسان على أي اعتبار آخر.
إن الحديث عن الأستاذ محمد حنش (عيطان) هو حديثٌ عن نموذجٍ للمسؤول الباحث، القريب من الناس، الخبير بمجاله، والمؤمن برسالة العمل العام، والساعي بجهدٍ صامت إلى الحفاظ على الثروة السمكية بوصفها ثروة وطنية، وعلى الصياد بوصفه شريكًا أساسيًا في حمايتها وتنميتها، وعلى مجتمعات الصيادين بوصفها مكوّنًا اجتماعيًا يستحق الفهم والدعم والإنصاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق