في زمنٍ تتقاطع فيه التحديات مع الطموحات، وتعلو فيه أصوات النساء الساعيات إلى التغيير، تبرز قصة أميرة قاسم بريه كأنشودة ملهمة للنجاح والتفوق. إنها واحدة من أبرز سيدات الأعمال اليمنيات المهاجرات، التي استطاعت أن تصنع اسمًا متلألئًا في عالم التجارة والجمال من قلب العاصمة المصرية، القاهرة. قصة أميرة ليست فقط قصة امرأة، بل هي قصة وطنٍ، وهويةٍ، وإرادةٍ لا تُقهر.
البداية من الحلم
انطلقت أميرة من شغفٍ دفين ورؤية واضحة نحو النجاح، حين أسّست "شركة قمرية للتجميل وعروض الأزياء". لم يكن الأمر سهلاً، فقد دخلت مجالًا مليئًا بالتحديات، في بيئة تنافسية، ولغة ثقافية ومهنية جديدة. لكن ثقتها بنفسها، وحسها الإبداعي، ومثابرتها، شكّلت المفاتيح الأولى لأبواب النجاح.
لم تكن "قمرية" مجرد مشروع تجاري، بل كانت منصة لتمكين المرأة، ونموذجًا حيًا للتجديد والتألق. استطاعت أميرة من خلالها أن تقدم صورة مشرقة عن المرأة اليمنية والعربية، التي تجمع بين الأناقة والعقل، بين الرؤية والجرأة، وبين الجمال والريادة.
امرأة تُعيد صياغة دور المرأة
دخلت أميرة عالم الاستثمار بقوة، ولم تكن مشاركة عابرة، بل كانت ركيزة فاعلة في مجالات التجميل والأزياء. كسرت الصورة النمطية لدور المرأة، وأثبتت أن الطموح لا يرتبط بجغرافيا ولا بجنس، بل بالإرادة والمعرفة والشغف. لقد قدّمت نموذجًا يُحتذى به للنساء الطموحات في اليمن وخارجه، مؤكدة أن المرأة يمكن أن تكون قائدة، مؤسسة، ومؤثرة.
تكريمها من اللجنة النقابية للعاملين بالتجميل وعروض الأزياء في القاهرة لم يكن مفاجئًا، بل هو اعتراف صريح بكفاءتها، واحترام لمهاراتها، وتقدير لمساهمتها في تطوير هذا القطاع الحيوي، الذي يشكل جزءًا من الثقافة والاقتصاد على حد سواء.
الجذور التي أثمرت النجاح
وراء كل امرأة عظيمة... أسرة عظيمة. لم تنسَ أميرة فضل والديها في تشكيل مسار حياتها. والدها، الدكتور قاسم بريه، شخصية أكاديمية بارزة في اليمن، ومؤسس جامعة الحديدة، وواحد من رواد التعليم الجامعي فيها. أما والدتها، الأستاذة نجيبة قايد جازم، فهي تربوية مخضرمة، ومديرة مدارس الحديدة الحديثة للغات، والتي عُرفت بتفانيها في خدمة التعليم وبناء الأجيال.
لقد شكّل هذان الرمزان العلميّان دعامة أساسية في شخصية أميرة، فمنهما ورثت الإصرار والانضباط والطموح، ومن بيئتهما استلهمت حب العلم والسعي نحو التميز. كان دعمهما المعنوي والفكري حجر الزاوية في بناء شخصيتها الريادية.
مصدر إلهام لجيل كامل
قصة أميرة قاسم ليست مجرد سيرة ذاتية لسيدة أعمال ناجحة، بل هي رواية أمل في عالم تعصف به التحديات. إنها رسالة إلى كل فتاة يمنية وعربية، بأن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع، وأن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو نتيجة إرادة، وعمل، وصبر.
إن أميرة اليوم تُعتبر رمزًا للمرأة العربية التي تتجاوز الحدود، وتعيد صياغة دورها، وتسهم بفعالية في تنمية مجتمعاتها من أي مكان في العالم. قصتها تدفع الكثيرين لإعادة النظر في أفكارهم المسبقة عن المرأة، وتفتح آفاقًا جديدة لما يمكن أن تحققه نساء هذا العصر.
ختاما .. في ظل عالم لا يعترف إلا بالناجحين، استطاعت أميرة قاسم بريه أن تنتزع اعترافه، لا بل أن تُلهمه. إنها ليست فقط سيدة أعمال، بل سيدة موقف، وسيدة فكرة، وسيدة أمل. من شوارع القاهرة إلى قلوب النساء العربيات، كتبت أميرة قصتها بحروف من كفاح، وإرادة من فولاذ، وروح لا تعرف المستحيل.
إنها قصة قمرية.. أضاءت سماء النجاح.