السبت، 23 أغسطس 2025

أزمة التعليم اليمني في مصر: الجالية تواجه صدمة إدارية


القاهرة – في خطوة مفاجئة هزّت الجالية اليمنية في مصر، وجد آلاف الطلاب أنفسهم فجأة بلا مدارس، بلا كتب دراسية، وبدون أي إشارات للهوية الوطنية على منصات المدارس الصباحية.

الأزمة ليست نتيجة نزاع أو نقص تمويل، بل جاءت من قرار إداري صادر عن السفارة اليمنية بالقاهرة، بتوقيع السفير خالد بحاح والملحق الثقافي هادي الصبان. وفق شهادات من مسؤولي المدارس، كان القرار مفاجئًا ونهائيًا، ولم يُترك أي هامش للتفاوض.

خلفية الأزمة

تعود جذور المشكلة إلى ما بعد عام 2022، حين بدأ تجميد التعليم الوطني في اليمن عبر ما سُمّي بـ"إضراب المعلمين"، وتوقفت الخطابات الرسمية الموجهة للجهات التعليمية الخارجية.

وكانت المدارس اليمنية في مصر تجدد تصاريحها سنويًا عبر بروتوكول واضح بين وزارتي التربية والتعليم والخارجية اليمنية ونظيريهما المصري. إلا أن عام 2025 شهد توقف هذه الإجراءات، ليس لأسباب بيروقراطية، بل بسبب رفض السفير بحاح تجديد الخطابات، مما أدى إلى إغلاق المدارس بشكل فوري.

مصالح شخصية تتقاطع مع التعليم

خالد بحاح، المعروف بعلاقته التجارية والسياسية مع الملياردير الحضرمي بقشان، يشكل اليوم جزءًا من مشروع أكبر. فقد ظهرت مدارس خاصة تدرّس المنهج الدولي، مملوكة لبقشان، وبدعم دبلوماسي مباشر من السفارة.

مصادر مطلعة تشير إلى أن الهدف من هذه الخطوة ليس تطوير التعليم، بل إعادة تشكيل الوعي التربوي للطلاب اليمنيين في الخارج، بعيدًا عن المنهج الوطني.

تسييس التعليم وتمييز مناطقي

التقرير كشف أن كل المواقع الرئيسية في السفارة اليوم يشغلها حضرميون، من السفير إلى الملحق الثقافي ورئيس الجالية، وهو ما أثار انتقادات واسعة باعتباره عملًا ممنهجًا لإقصاء المنهج الوطني اليمني، وفرض بدائل تعليمية بمبررات "التحديث والانفتاح".

الأمر لم يقتصر على التعليم، بل وصل إلى الصندوق الخيري لدعم التعليم، حيث تشير الشهادات إلى تمييز في توزيع الدعم على الطلاب وفق خلفيات مناطقية، وهو ما يفاقم الأزمة ويحوّلها من مسألة تعليمية إلى مشروع له أبعاد سياسية وثقافية.

رد الفعل الإعلامي

الأزمة تجاوزت أروقة السفارة إلى الإعلام المصري، حيث أكد النائب والإعلامي مصطفى بكري أن وزارة التربية والتعليم المصرية وافقت رسميًا على استمرار عمل المدارس اليمنية، لكن تعطيل الخطابات من الجانب اليمني كان السبب الحقيقي لإغلاقها، موجهًا أصابع الاتهام مباشرة للسفير بحاح وفريقه.

خيارات الجالية

اليوم، تواجه الجالية اليمنية في مصر خيارين:
الاستسلام لمشروع المدارس الدولية الممول من بقشان، أو
التحرك الوطني لحماية الهوية التربوية لأبنائهم، وإعادة فتح المدارس الوطنية فورًا.

مطالب الطلاب وأولياء الأمور تتضمن:
الإقالة الفورية للسفير خالد بحاح والملحق الثقافي هادي الصبان،
فتح تحقيق شامل في مدارس بقشان الدولية،
إعادة إصدار الخطابات الرسمية لضمان استمرار التعليم الوطني،
إحالة الملف إلى مجلس القيادة قبل أن يتحوّل إلى أزمة كبرى.
ختامًا، ما يحدث في القاهرة ليس مجرد خلاف إداري، بل معركة على مستقبل التعليم اليمني والهوية الوطنية لأبناء الجالية في الخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق