الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

الدكتور أبوبكر حسين.. حين يصبح الطب رسالة وضميراً في آنٍ واحد


في مدينة الحديدة، حيث تختبر الحياة صبر الناس كل يوم، يطل اسم الدكتور أبوبكر حسين كأحد العلامات المضيئة في سجل الطب الإنساني، لا مجرد الطب المهني. فهو استشاري أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية، ورئيس مركز ابن سينا التخصصي، لكن الأهم من كل تلك الألقاب أنه الطبيب الذي اختار أن يجعل من مهنته عبادة ومن مريضه أمانة.
لم يكن طريقه إلى القمة مفروشاً بالمجد السهل، بل كان طريقاً طويلاً محفوفاً بالتعب، بالليل الذي يُسهر فيه على مريض، وبالنهار الذي يُستنزف بين غرفة العمليات وغرفة الاستقبال. ومع ذلك، ظل الدكتور أبوبكر محافظاً على تلك الروح التي تُعطي قبل أن تُحاسب، وتُصغي قبل أن تُقرر.
في مركز ابن سينا التخصصي، الذي يرأسه، لا يُمارس الطب بوصفه تجارة، بل كمنظومة إنسانية متكاملة. هناك، يُستقبل المريض كضيف لا كرقم في سجل، وتُعامل الحالات بروح الفريق لا الفرد، وكأن في المكان نفساً واحدة موزعة على الجميع. لذلك، لم يكن غريباً أن يتحول المركز خلال سنوات قليلة إلى أحد أهم المراكز الطبية في محافظة الحديدة، مرجعاً موثوقاً في جراحة الكلى والمسالك البولية، ومقصداً لمرضى من مختلف المحافظات.
يعرفه مرضاه قبل زملائه. فهو الطبيب الذي يشرح، ويُطمئن، ويُتابع بعد العملية كما لو أن المريض أحد أفراد أسرته. ابتسامته الهادئة، ونبرته الواثقة، وحرصه على الدقة والعناية، جعلت منه نموذجاً للطبيب الذي يعيد للطب هيبته وللثقة معناها.
ولأن التميز لا يُقاس فقط بالمهارة الجراحية، بل أيضاً بأخلاقيات المهنة، فقد عُرف الدكتور أبوبكر حسين بصرامته في رفض كل ما يُسيء إلى صورة الطب. كان يؤمن أن الطبيب الحقيقي هو من يحمل العلم بيد، والضمير بيد أخرى، وأن الشفاء لا يكتمل إلا حين تمتد الرحمة من القلب إلى المشرط.
في زمنٍ يعاني فيه القطاع الصحي من التحديات، يظل الدكتور أبوبكر واحداً من أولئك القلائل الذين يزرعون الأمل وسط العجز، ويجعلون من المستشفى مساحة حياة لا رهبة.
إنه الطبيب الذي جعل من مهنته قضية حياة كريمة للإنسان اليمني، ومن كل نجاح في غرفة العمليات رسالة حب للمدينة التي أحبها وخدمها بصمت ووفاء.
هكذا يُصنع المجد الحقيقي: لا بالتصفيق، بل بكل نبضة قلب تعود إلى الحياة بفضل يدٍ صادقة وضميرٍ يقظ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق