الأحد، 8 يوليو 2012

الشعب التهامي ماساة تتجدد : حسن دغفول


لا  شك انني وكل ابنا جيلي الذين عايشوا فترة الاستقرار العربي والتي امتدت من الثلث الاول لعقد التسعينات  الى بداة الالفية الثانية وذلك لاستقرار المزعوم يعود الى صراع القطبين من اجل الحفاظ على مصالحهما ومطامعهما التوسعية فتحول الوطن العربي الى مخزن لتكديس الاسلحة من كليهما فكان ان رافقت تلك المرحلة طفرة او قل قفزة على المستوى ااقتصادي لدى اصاحب الثروات النفطية وبالتالي فتحت الابواب امام العمالة العربية فانتقل  جيش من العمال والحرفيين والكوادر المؤهلة من بدانهم الى دول الخليج والعراق وليبيا  للاستفادة من حالة الهدوء وانفتاح سوق العمل في تلك البلدان وعلى اثر ذلك توقفت  عجلة التنمية بشكل  شبه نهائي في بلدان كمصر واليمن والسودان وسوريا  نظراً لهجرة  عمالتها الوطنية المدربة وثانياً لان لانظمة في بلداننا تعاملت مع الوضع ليس كمشكلة  وانما من منطلق  ( الشعب دبر حالة ) وما بقي من ثروات الوطن هي من نصيب النظام الحاكماذا انه لا يمكنه الاغتراب نظراً لانشغالهم بقيادة الوطن   وكأن المعادلة كما رسمها  انظمة بلداننا  على النحو  التالي إما ان تهاجر وتغترب وإما ان تسرق وتنهب وتصادر ونتيجة لتلك الفلسفة في الحكم القائمة على  اساس الانتهازية  والاستغلال والميكيافلية فقد طمست او كادت هويات شعوب بكامل مقوماتها كشعب جنوب السودان والشعب  الكردي والشعب التهامي  لا تلك المرحلة  كانت تتعامل مع الجغرافيا واكتساب اراضي جديدة من وجهة نظر القطبين المتصارعين  وليست مرحلة فرز ديموجرافيا او طبقي او عرقي .
ولذلك فانه وبمجرد انهيار الاتحاد السوفيتي كاحد  اقطاب الكون تغيرت النظرة وتبدلت المفاهيم  بدء عالم القطب  الواحد الذي لان يكتب له البقاء اذا ستمرت حالة الاستقرار العالمي فالعالم يعج بالثروة والاسلحة تملى مخازن الدول واذا بقى  الوضع على حالة لم يلبث ان يبرز قطب جديد ينافس  على الثروة زينازع على الجغرافيا فالصين تتربص ونجم الحركات الاسلامية  في تصاعد ولم  يعد من حل سوى فتح ملفات شعوب ما فتئت  تطالب  بحقها في العيش بسيادة على ارض توارثتها  اجيالها ننذ الاف بل الملايين السنين وهنا تلقفها القطب الوحيد في العالم وبدء يتعاطى مع تلك الحقوق  المشروعة لتلك الشعوب بما يتناسب  وخدمة اطماعة السياسي و الايديولوجية فابقى على الحرب بالسودان المرتبطة  بالحركات الجهادية وتفاعل مع القضية الكردية ليقضي على مفهوم القومية في العراق المتعاظم قدره سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وسكتاً الى حد التعامي عن قضية ومظلومية الشعب التهامي الذي مازال ملفه يقبع في  دهاليز الامم المتحدة وتخشى ان تاكل دودة الارض ويضيع مستقبل اجيالنا كما ضاع  ماضيهم وحاضرهم  والسؤال الذي يطرح نفسة بالحاح هو ماسبب  غياب قضية الشعب التهامي عن اروقة مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة؟
والاجابة عن هذا السؤال  من وجهة نظري ترجع الى عدة اسباب على النو التالي :ـ
1-اسلوب الضم والالحاق الذي اتبعة الامام مع الشعب التهامي   الذي لقي منه مقاومة شديدة وكبدة خسائر فادحة  رغم البون الشاسع في المقارنة في السلاح والعتاد والرجال .
2-تعامل الامام مع الشعب التهامي بسياسة انتقامية  بعد اخضاعة  له بالقوة حيناً وبالحيلة والغدر احياناً فقاد رجاله  وقادته بالعشرات الى المشانق  او الى سجون الموت ارحم منها .
3-استبعاد كل من يشك في ولائة لقضية الشعب التهامي عن المشهد وملاحقته واحياناً تصفيته والاتيان بزعامات ومشائخ وصوليون يتماهون مع ادارة الامام  القاضية  بطمس  الهوية وموت القضية .
4- حرص الامام على اتلاف كل ما يتعلق بحربه مع الشعب التهامي من وثائق وكتابه  التاريخ كما يريد .
5- استمرار اقصاء الشخصيات الوطنية  من قبل صالح الذي كان ينوي  ان يقيم مملكة صالحية بواجهة جمهورية ومعاملة الشعب التهامي كمواطنين من الدرجة الثالثة .
6-حرص صالح  على معاملة الشعب التهامي  بنفس عقلية الضم والالحاق التي بدءها الامام عبر وسائل اعلامه واقطاب نظامه لنهب ثروات  الشعب التهامي   بعد ان استطاع  تهجين من  يدعون انهم يمثلون  تهامة لضمان ولائهم المطلق له .
7- حرص نظام صالح على عدم ذكر شيء عن مظلومية الشعب التهامي علي يد الامام الذي يدعي انه كان اكثر  انفتاح منه من خلال مناهج الدراسة ولو انه استطاع طمس سيرة ابو موسى الاشعري لطمسها .
8-غياب التوعية بالقضية التهامية من قبل  الاكادميين والمثقفين والمعمرين التهاميين لان  ذلك  كان يصطدم بالتخوين والملاحقة ، فالامام ذهب ولكن عقليته تمثلت بصالح .
9- اسلوب التجويع  الذي انتهجه صالح  مع الشعب التهامي  صاحب الثروات الهائلة والموارد المتنوعة والتي لا  احد يسال اين   تذهب ةلصالح من تنهب ولو اننا قارنا مع ما  حصل علية الشعب التهامي  منذ قيام  الجمهورية الي اليوم لوجدنا انه لا يساوي  25% مما حصلت عليه  مدينة الشيخ عثمان  وحدها  منذ عشر سنوات فقط والفرق ان  شعب الجنوب يملك السنة وقادة  وبالتالي اصبح رقما ..... بينما نحن على العكس من ذلك .
10-               نجاح صالح الى حد كبير في جعل ابناء تهامة يضرب بعضه بعضاً فخلق بينهم هوة من الشقاق  والخلاف  حتى لم يعودوا يتفقون على مواعيد الصلاة ناهيك عن مظلومية  شعبهم وحقهم في السيادة .
والان وبعد  انتصار ثورة الشباب الشعبية يا ترى ماذا ينتظر الشعب التهامي ؟
ــ هل سنبقى اخر حرف  في سطور الثورة الشعبية  كما بقينا لثلاثة عقود اخر شعرة في ذيل حصان صالح ؟
ــ هل استفدنا من تجارب الاخرين وتعلمنا كيف نموت ولا ننحني  ام ليس بعد؟
ــ هل لدينا مفكرين وقادة ومثقفين يحملون هم  قضية  شعبهم  ام ان نساء تهامة عقمن ان  ينجبن احرار؟
ــ هل سيوضع حد لماساة الشعب التهامي ام انها كتبت عليه لتلازمه حتى ينضب ماء بحرة وتصبح جباله كثيباً مهيلا؟
ــ هل ستتجه الاعناق غرباً بعد ان  ضلت تتحرك في كل اتجاه الا نحونا ؟  السنا على الخارطة؟ السنا ضمنا جغرافيا الوطن ؟ ام انهم اختزلوا الاتجاهات  الى ثلاثة  ونحن لا نعلم اذ منذ متى كنا نعلم ؟
انني في ختام هذه السطور اعي تماماً  ان مفهوم جديداً للمواطنة وتوزيعاً عادلاً للثروات وشفافية في التعامل خصوصاً مع القضية التهامية يجب ان يسود مالم فان من قدم شهيداً قد  يقدم قوافل من الشهداء حتى تنتصر القضية  ويسود العدل المفقود  حتى في ادنى صورة.              
</div>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق