اليمن من نوفمبر 67 حتى يوليو 1974م
ودخلت البلاد في العهد
النوفمبري وفتحت ابواب المعتقلات وتفنن رجال أمنها في تعذيب رجالات وشبان القوة
الوطنية الثورية فلنا شرف الاعتقالات وتحمل التعذيب وقد سبق الإشارة إلى نماذج من
الوطنيين فهنا اضيف بعض زملاء الزنزانة الشهيد يحيى محمد الخطيب وفتح علي جمالي
أما المرحوم الأستاذ عبدالله عطية وقد أخرجه سنان أبو لحوم
ونقله إلى المحافظة .
لقد شهدت البلاد على امتداد
ساحتها من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق في نوفمبر 1967م حتى حزيران
1974م ازمات سياسية واقتصادية ناهيك عن الحروب في شوارع عدن وصنعاء والحديدة وتعز ...
وسأبدأ بالحديدة لأنها محرومة من كل المؤرخين
فقد بدأ الخلاف بين الفريق
حسن العمري والنقيب عبد الرقيب عبد الوهاب وصل حسن المري ومعه حسين المسوري ومحمد
الخاوي وعلي سيف الخولاني إلى الحديدة في 16 مارس 1968م لاستقبال الباخرة الصينية
المحملة بالاسلحة وارسلها إلى صنعاء بمرافقة حسين الدفعي كما وصلت باخرة روسية في
19 مارس 1968م فقام مجموعة من الضباط الحركيين ومنعت موكب حسن العمري من الدخول الى
ميناء الحديدة فاستخدم العمري القوة ودخل الميناء واعتقل بعضهم فتأزم الوضع وتوتر
وحاول الدكتوران حسن مكي وعبدالله بركات التدخل لحل الازمة لكن الفريق العمري أمر
بإخراج الدبابات والجنود المدججين بالاسلحة من القبائل الى شارع صنعاء وشارع
الميناء في الحديدة
مستغلاً ابو ذيبة المرافق
للشيخ غالب الاحمر ليدخل في مصادمات مع بعض افراد المقاومة الشعبية ليجد من خلال
ذلك مدخل لضرب المقاومة الشعبية بالقوة القبلية فحاولت المقاومة التحصن بمقرها لكن
الدبابات وبعض ابناء القبائل من اصحاب الشيخ سنان ابو لحوم والشيخ غالب الاحمر
والشيخ علي صغير شامي والشيخ الفاشق استمروا بإطلاق النيران على المقاومة واخراجهم
واعتقلوا بعض افراد المقاومة وقتل اخرون وفي 21مارس 1968م خرجت مظاهرة كبرى شارك
فيها طلاب المدارس والشباب والعمال والجنود والضباط وكان في مقدمتنا في المظاهرة
العميد عبدالله بركات وزير الداخلية آنا ذاك وتدخلت بعض الشخصيات وطلبت من سنان
ابو لحوم مغادرة الحديدة استجابة لطلب المواطنين والمتظاهرين ولكنه قال : أنا مستعد أن اغادر بشرط موافقة رئاسة الدولة (
بأمر الارياني ) .
اصدرت قيادات المقاومة
الشعبية بياناً في 22 مارس نصه ( يا ابناء اليمن الأحرار : في 21 مارس 1968م اعتدت
القوة الرجعية العميلة للامبريالية العالمية والرجعية السعودية على المقاومة
الشعبية بالحديدة منفذة بلك مخطط مؤتمر اسمرة الرامي إلى القضاء على الانتصار
العظيم الذي حققه شعبنا بقيادة القوات
المسلحة والأمن إن جماعة الدولة الإسلامية بقيادة سنان أبو لحوم والجبناء الذين
هربوا من صنعاء أثناء الحصار دكوا مقر
المقاومة الشعبية في الحديدة بالدبابات وجرحوا وقتلوا العشرات من الأبرياء ) .
ووصل القاضي الأرياني رئيس
المجلي الجمهوري إلى الحديدة فعمل على تهدئة الموقف وقام بتوزيع الأسلحة على
الوحدات العسكرية في صنعاء والحديدة .
وفي 23 اغسطس 1968م انفجر الموقف بين الوحدات العسكرية
بقيادة العمري وبعض الضباط حسين المسوري ومحمد عبدالخالق قائد المدرعات ومحمد أبو
لحوم وغيرهم .
ضد الحركيين عبد الرقيب
عبدالوهاب قائد الصاعقة وحمود ناجي قائد المظلات وآخرين وتم اعتقال عبدالرقيب
عبدالوهاب عندما استدعى إلى منزل الفريق
حسن العمري وهيئوا له فرصت الهروب إلى منزل علي سيف الخولاني كي يحاصروه وتم
محاصرته وقتل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب في 25 يناير 1969م وقد نجا عمي محمد محسن
الحيدري من الاعدام في تلك الليلة بعد عودته من القاهرة حيث كان سكرتيراً للمشير
السلال ومرافقاً له .
استمر التوتر الحربي والتآمر حتى كان
يوم 24 اغسطس كان إبراهيم الحمدي في تلك الفترة وكيلاً لوزارة الداخلية وكان
عمرياً يقول البردوني ( التحق ابراهيم الحمدي في الستينات بتنظيم حركة القومين العرب وبعد انقلاب نوفمبر 1967م عين
وكيلاً لوزارة الداخلية يقول البردوني
ايضاً ( أخذ يتراوح بين الابتعاد عن
تنظيمه وبين الاقتراب منه لحساسية مكانه في السلطة فتسببت حركيته بالحاق الضرر
الشديد بتنظيمه الذي فجر حركة اغسطس عام 1968فكان الحمدي يتعقب
ذلك التنظيم عن معرفة بأعضائه ومخابئه )
في عام 1969م عين الحمدي قائداً
لمعسكر العاصفة بعد استشهاد عبد الرقيب عبد الوهاب ) ( البردوني اليمن الجمهوري
) بعد المعركة التي دارت من شطري اليمن
عام 1972م كان موقف الحمدي ضد الوحدة وهو يرى ان التصحيح الفساد المالي والإداري
في الشطر الشمالي اولاً ثم الوحدة ثانياً .
فانطلق الحمدي بمشروع
التصحيح فصار المشروع معارضة للنوفمبريين وبدا يقوى صلاته وعلاقاته مع قادة الأسلحة .
سنتعرض لذلك في الحلقة القادمة .
وفي عام 1971م كان التواطؤ
بين الحكام والمحاصرين لصنعاء وآية ذلك جمهرة الملكين ومواجهة الثوار بعدة اشكال (
نفي , سجن , سفراء ) وظهر موقف النوفمبرين عندما حضر الرئيس الأرياني المؤتمر
الطلابي في مايو 1970م وقال في خطابه ان الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة واننا
نرفضها سواء جاءت تحت مسوغ الرهبان أو تحت قرون الشيطان وتم المصالحة بين
النوفمبرين والملكين عام 1970م وأضيف إلى المجلس الجمهوري احمد محمد الشامي وزير
خارجية الملكين وفي يوليو 1970م اعلنت السعودية اعترافها بالجمهورية نتيجة للمصالحة
وشكل الشامي والعمري قوة مناوئة للأرياني وكما سبق الإشارة ان العمري كون فصلياً انقلابيا
على السلال اراد ايضاً ان ينقلب على الارياني واحس الأرياني أن العمري والشامي يسعيان
لاحداث انقلاب وتمكن من اقصاء الاثنين مستغلاُ
قتل العمري للمواطن الحرازي وتجمهر الحرازيون ضد العمري فأقصاه بإدانة
مسئول يقتل مواطن وأما الشامي فلأنه من الملكين وان التصالح اغضب الوطنين فأقصاه ,
ولم يبقى من المجلس الجمهوري سوى الأرياني
و النعمان ثم قام النعمان بتشكيل حكومة لم تدم اكثر من شهرين وسقطت بسبب الظروف الاقتصادية
التي حلت بالبلاد وسحب المجلس الشورى الثقة واصر النعمان على توزيع مسئوليات
المجلس فاختص بالتربية والثقافة والإعلام ووقف في وجه الثقافة الجديدة ومنع
الندوات والمحاضرات والكتب المتطرفة وتمنى
المواطنون لقمة العيش وقد كان اكثر اهالي تهامة يموتون في الشوارع من الجوع وعندما
حصلت اليمن على مساعدات من القمح قام رئيس الوزراء الكرشمي وسنان ابو لحوم ببيع هذه المساعدات على المواطنين بجة دعم ميزانية
الدولة والاتجار بها رغم معرفة ان المواطن لا يملك مالا وان الشعب اشد فقراً وزاد عدد
المستغلين من تجار وشيوخ وسياسيين محترفين فزاد ذلك من سخط الشعب وكان
الأرياني يعالج هذا السخط بالتغيير الحكومي ولكن أغلب الذين شكلوا الحكومات كانوا
من المعارضة النوفمبرية وانصارها ففي السبع السنوات النوفمبرية تم تشكيل ست حكومات
.
وظهر صراع النقائض وظهرت من
داخل النظام النوفمبري مشروع القوات المسلحة للتصحيح وهذا ما سنتعرض له بإذن في
الحلقة القادمة .
·
عندما قام محسن العيني استقالته
في أواخر يناير 1971م في تلك الفترة صدر بيان باسم الموظفين والجنود جاء فيه
( يا أبناء اليمن الكريم سمع الجميع
بالأمس استقالة الاستاذ محسن العيني والكل يعلم وواقع الاستقالة هاكم الحقائق
التالية :
1) ظروف
العجز المالي وقطع الميزانيات الخاصة بالمشايخ ووعد بتوجيهها لصالح المدارس
والمستشفيات والطرق والخدمات وحولت اول دفعة بعد القرار للتربية .
2) قدمت
الميزانية التي تصرف شهرياً لكبار المشايخ بمليون ونصف مليون ريال باسم ارباب لا
وجود لها .
تقدم كبار المشايخ بمطلب إلى
مجلس الجمهورية تتضمن استمرار الميزانية وتعيين اربعة وزراء من المشايخ وافق عليها
3 من اعضاء المجلس الجمهوري هم العمري ,
الشامي , محمد علي عثمان .
وعلق العميد مجاهد ابو
شوارب رسالة إلى سنان " في هذه الأيام بالذات التي تكالبت فيها قوى الشر على
قوى الخير واصحاب المصالح والمطامع على أبن اليمن البار ...."
والحقيقة أن احمد عبدالله
ظهر في هذه الأيام بمظهر في هذه الأيام غير وطين حيث حصروا وطنيته في
الميزانية ... وعملوا على جمع قوى المصالح والاطماع والذين لا يهم إلا املاء
جيوبهم وعبش يوهم ضد محسن العيني حتى اقالوا مجاهد أوب شوارب 5 / 2 / 1971م .
انتخاب مجلس الشورى سنة
1971م
في منتصف ابريل عين
الأرياني النعمان لرئاسة مجلس الشورى رفض النعمان فقام بترشيح عبدالله بن حسن
الأحمر ظهرت الخلافات بين اعضاء المجلس
الجمهوري فقدم الأرياني اول استقالة له في 21 / ابريل / 1971م ثم انتخاب المجلس
الجمهوري وحدث ما حدث في الانتخابات واسعف الاستاذ / النعمان واصبح المجلس من
الأرياني العمري محمد علي عثمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق