السبت، 4 أكتوبر 2025

الدكتور محمد القادري.. صورة للطبيب الإنسان في جراحة العظام


محمد الهجام
حين يُذكر اسم الدكتور محمد القادري في محافظة الحديدة، يتبادر إلى الذهن فوراً نموذج الطبيب الذي جمع بين حرفية الجراح ودقة التشخيص من جهة، والروح الإنسانية العميقة من جهة أخرى. فهو واحد من الأسماء التي صنعت لنفسها حضوراً ثابتاً في ميدان جراحة العظام، حيث لم يقتصر تأثيره على غرفة العمليات فحسب، بل امتد إلى قلوب المرضى الذين وجدوا فيه طبيباً وصديقاً وملاذاً في لحظات الألم.

على مدى سنوات طويلة من العمل الطبي، أثبت الدكتور القادري قدرته على التعامل مع أصعب الحالات وأكثرها تعقيداً في مجال جراحة العظام. نجاحاته المتكررة في العمليات الدقيقة جعلت منه عنواناً للثقة، يقصده المرضى من مختلف المناطق بحثاً عن علاج آمن ويد خبيرة قادرة على إعادة الحركة والأمل لمن فقده.

لكن ما يميز مسيرة الدكتور القادري ليس إنجازه الطبي وحده، بل إنسانيته التي تطبع كل تفاصيل عمله اليومي. فقد عُرف بوقوفه إلى جانب المرضى محدودي الدخل، مقدماً لهم الرعاية قبل أن يسأل عن المقابل. بالنسبة له، الطب ليس مهنة يزاولها، بل رسالة أخلاقية يؤمن بأنها تتجاوز حدود العيادة إلى خدمة الإنسان أينما كان.

لقد صنع القادري لنفسه مكانة استثنائية، ليس فقط بمهارته، بل بقدرته على بناء علاقة قائمة على الطمأنينة والثقة مع مرضاه. فهو يحرص على شرح تفاصيل العلاج، والإصغاء لمخاوفهم، ومراعاة أوضاعهم النفسية، ما يخلق بيئة علاجية مريحة تُسهم في تسريع الشفاء. زملاؤه يرون فيه مرجعاً مهنياً، فيما يعتبره كثير من الأطباء الشباب قدوة يحتذون بها في الجمع بين التخصص الدقيق وروح العطاء.

إن شخصية الدكتور محمد القادري تُلهم الكثير من الأطباء الجدد، الذين يجدون في سيرته نموذجاً للطبيب الذي لا يُقاس نجاحه بعدد العمليات التي يجريها فقط، بل بأثره الإنساني في حياة الناس. إخلاصه لمهنته وحرصه على خدمة مجتمعه جعلاه علامة فارقة في الوسط الطبي بمحافظة الحديدة.

يمكن القول إن الدكتور محمد القادري ليس مجرد جراح عظام بارع، بل هو رمز للطب الإنساني الحقيقي. فهو يجمع بين العلم والخبرة، وبين التواضع والإيثار، ليترك في حياة مرضاه أثراً باقياً وذكريات طيبة. وفي زمن تتسارع فيه الماديات، يظل القادري شاهداً على أن الطب لا يزدهر إلا بالرحمة، ولا يكتمل إلا بروح العطاء والإخلاص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق