الخميس، 6 نوفمبر 2025

محمد القادري.. طبيبٌ يمشي بثقل الخبرة وخفّة الإنسانية


في بلدٍ تتكئ مستشفياته على صبر المرضى أكثر مما تتكئ على إمكاناتها، يبرز اسم الدكتور محمد القادري كعلامة مضيئة في واحد من أعقد التخصصات الطبية: جراحة العظام والمفاصل. ليس مجرد طبيب يُباشر العمليات ويغادر غرفة الجراحة، بل استشاري يُعيد بناء حياة كاملة تنهض على أكتاف المعرفة، ودقّة الممارسة، وهدوء العالم الواثق.

على مدى سنوات من العمل الطبي، أثبت القادري أنه ينتمي إلى الجيل النادر من الأطباء الذين جمعوا بين المهارة الجراحية الراسخة و الروح البحثية و الحضور الإنساني. يقترب من مرضاه بطمأنينة العالم، ويشرح لهم تفاصيل العلاج كما لو كان يسلّم لهم مفاتيح الشفاء بيديه.
بصفته أحد أهم الاستشاريين اليمنيين في جراحة العظام والمفاصل، راكم الدكتور القادري سجلاً حافلاً من العمليات الناجحة، والدورات التدريبية، والمؤتمرات العلمية التي شارك فيها داخل اليمن وخارجها. وفي كل محطة، كان يقدم صورة مشرّفة للطبيب اليمني الذي يملك القدرة على المنافسة في أدق التخصصات وأكثرها تطوراً.
كما يتميّز القادري بقدرته على الجمع بين خبرته السريرية ومساهماته العلمية، حيث يحرص على متابعة المستجدات الطبية العالمية، وتطبيقها بما يناسب بيئة المريض اليمني وظروف القطاع الصحي المحلي.
وكانت مشاركته الأخيرة في المؤتمر العلمي العاشر لجراحي العظام بجامعة جبلة مثالاً جديداً على هذا الحضور الفاعل. لم تكن مجرد مشاركة شكلية، بل إسهام طبي وعلمي يعكس حجم الخبرة التي يحملها، وقدرته على إغناء النقاشات العلمية بما تراكَم لديه من معرفة وتجارب.
ورغم ثقل الخبرة وازدحام المسؤوليات، يحتفظ الدكتور محمد القادري بتواضعٍ يسبق اسمه. يسمعه المرضى قبل أن يروه، ويراهم بعين الطبيب وبقلب الأب، فيكتسب ثقة استثنائية لا تُشترى ولا تُكتسب إلا بعد سنوات طويلة من التجربة والنقاء المهني.
في زمنٍ تتكاثر فيه التحديات على المنظومة الصحية اليمنية، يبقى الدكتور محمد القادري واحداً من النماذج التي تمنح الطب هيبته، والمريض أمله، والبلد صورته المشرقة. إنه ليس مجرد جراح عظام، بل قيمة مهنية وإنسانية تُسهم كل يوم في ترميم الألم، وفي بناء مستقبل طبي نحتاجه أكثر من أي وقت مضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق